مع خوض عدد من النساء سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية العام المقبل أمام دونالد ترامب، يُتوقع أن تكون لغة
الرئيس في وصف خصومه محل اهتمام كبير. فهل تختلف لغته الهجومية حسب جنس
الخصم؟
في أحد الحوارات الصحفية، أشار ترامب إلى سفيرة بلاده السابقة في أوكرانيا، ماري يوفانوفيتش، بوصف "هذه المرأة"، وليس باسمها.وكانت يوفانوفيتش، التي أقالها ترامب في مايو/أيار الماضي، أحد الشهود في جلسة مسائلة ترامب في 15 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. وقالت للمشرعين إنها أُقيلت بسبب حملة شعوجاء شنها أشخاص "مشكوك في نواياتهم".
وبرر ترامب قراره بإقالة يوفانوفيتش في حوار على قناة فوكس الأمريكية يوم الجمعة الماضي بأنه سمع "أشياء سيئة عن هذه المرأة".
"هي لم تكن ملاكا، هذه المرأة. وفعلت الكثير من الأشياء التي لم أحبها".
وأضاف ترامب أن فريقه شعر بأنه يجب أن يكون رحيما"لأنها امرأة. يجب أن نكون لطيفين".
وتقول البروفيسورة ماريان لا فرانس، أستاذة علم النفس بجامعة ييل، إن هذه التصريحات مثال على اللغة التي تفرق على أساس الجنس.
"فهذه الإشارات تنفي كونها شخصا أو صفتها المهنية، فهي بالأساس امرأة".
وأضافت إنه من المثير للاهتمام أن "النساء عادة ما تكون لهن إشارة خاصة في اللغة"، فكلمة "شخص" تعني بالضرورة "ذكر".
وتابعت: "لكننا عادة ما نحتاج إلى إضافة لغوية للتعريف بالمرأة، فهي امرأة أولا وأخيراً. هي ليست شخصا سياسيا، هي امرأة سياسية. لكنك عادة لا تقول رجلا سياسيا".
وبمجرد استخدا
- وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون: "مظهرها غير مناسب. ليس لديها قدرة تحمل. أقول إنها لا تملك قدرة تحمل، ولا أعتقد أن لديها قوة تحمل".
- المرشحة الجمهورية السابقة للرئاسة كارلي فيورينا: "انظروا إلى هذا الوجه. هل يمكن أن يصوت أحد لهذا الوجه؟ هل تتخيلون أن يكون هذا هو وجه الرئيس المقبل؟"
- سيناتور إليزابيث وارين: "إليزابيث وارين الخرقاء. السيناتور الأقل إنتاجا في الولايات المتحدة سليطة اللسان".
- الصحفية ميغان كيلي: "يمكنك رؤية الدماء تنهمر من عينيها. يمكن رؤية الدماء تخرج من أي مكان من جسدها".
- إي جاين كارول التي اتهمته بالاعتداء عليها: "أولا، هي ليست من النوع المفضل لدي. وثانيا، لم يحدث هذا الأمر أبدا، مطلقا. حسنا؟".
- روزي أودونيل: "إنها خرقاء. كيف تظهر على التليفزيون من الأساس؟ لو كنت أدير برنامج "ذا فيو"، سأطرد روزي. سأنظر مباشرة في وجهها الممتلئ القبيح وأقول لها "روزي، أنت مطرودة!".
- إيفانكا ترامب: "لديها جسد في غاية الجمال. قلت من قبل إنه لو لم تكن إيفانكا ابنتي، ربما كنت سأواعدها".
- المساعدة السابقة في البيت الأبيض أوماروزا نيومان: "عندما تمنح شخصاً مجنوناً من خلفية اجتماعية متدنية، وتوفر لها وظيفة في البيت الأبيض، أعتقد أن الأمر لن ينجح".
"لذا، عندما نقول امرأة سياسية، قبل أن نقول أي شيء عن أفكارها أو مؤهلاتها أو مكانتها العملية، نكون قد رسمنا بالفعل صورة ذهنية بعينها".
يذخر تاريخ ترامب بالكثير من التعليقات المثيرة للجدل بشأن النساء، حتى قبل أن يصل إلى الرئاسة. لعل أشهرها ما تصدر الصحف عام 2016 عن تفاخره بالتحرش الجسدي بالنساء في تسجيل لمسابقة في هوليوود عام 2005 حيث قال جرفياً: "مسك النساء من الفروج".
وتقول ديبي والش، رئيسة مركز النساء الأمريكيات والسياسة في جامعة روتغير، إن التعليقات الأخيرة امتداد لنهج ترامب في الحديث عن النساء.
"فما قاله عن هيلاري كلينتون، وكارلي فيورينا، وإليزابيث وارين، وهايدي كروز، وغيرهن الكثيرات، يشي بنهجه في الحديث عن النساء القويات والمميزات بطريقة مهينة، يتعمد فيها أن يحط من قدرهن".
حتى النساء اللاتي يدعمنه لم يسلمن من اللغة والنقد القائمين على التمييز.
ففي الحوار الذي أُذيع يوم الجمعة، وصف ترامب مستشارته كيليان كونواي بأنها رائعة، "لكن كان يجب أن تؤثر على زوجها"، وهو من أكبر معارضي ترامب ويُدعى جورج كونواي.
وأضاف: "كان يتوجب عليها القيام بأشياء سيئة بحقه لأن هذا الرجل مجنون".
كما أشارت والش إلى أن النساء المقربات من ترامب "لديهن سمة المبالغة في إظهار أنوثتهن".
إيفانكا ترامب، على سبيل المثال، سيدة أعمال ناجحة، لكن تنطبق عليها الصورة النمطية للمرأة "التي تتعلق بذراع رجل قوي".