Monday, October 28, 2019

أفراد التنظيم وذويهم عاشوا ظروفا غاية في القسوة في المعسكرات الكردية

لكن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قدم تقريرا لمجلس الأمن في فبراير/شباط 2019، جاء فيه أن التنظيم تحول إلى العمل السري في العراق.
وقال غوتيريش في تقريره: "إنهم في مرحلة انتقالية، انتقلت فيها مهام القيادات الرئيسية لخلايا التنظيم في الأقاليم".
كما جاء في التقرير أن "هذه الخلايا تخطط لأنشطة للتهوين من سلطة الحكومة، وخلق انفلات أمني، وتخريب المصالحة المجتمعية، ومضاعفة كلفة إعادة البناء ومكافحة الإرهاب. وتتضمن هذه الأنشطة الخطف مقابل فدية، واغتيال القيادات المحلية، وشن هجمات ضد مؤسسات الدولة".
وينشط مقاتلو التنظيم في المناطق المعزولة ذات التضاريس الصعبة "ما يسهل حركتهم وتخطيطهم لشن هجمات، مثل صحراء الأنبار ومناطق بمحافظة نينوى والجبال التي تحيط بكركوك ومناطق بمحافظتي صلاح الدين وديالى".
وتوقع الخبراء أن يتبع التنظيم نفس النهج في سوريا إذا لم يعمل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على اجتثاث جذوره في المنطقة.
فتقرير غوتيريش قدّر أعداد مقاتلي التنظيم في العراق وسوريا بما يتراوح بين 14-18 ألف مقاتل، بجانب ثلاثة آلاف من المقاتلين الأجانب.
وذكر جيمس جيفري، المبعوث الأمريكي الخاص لسوريا، أن هناك ما يتراوح بين 15-20 ألفا من مقاتلي التنظيم النشطين في المنطقة، من بينهم خلايا نائمة.
وبحسب تقرير لوزارة الدفاع الأمريكي، يستطيع مقاتلو التنظيم الوصول للأسلحة الثقيلة، وتنفيذ تفجيرات واغتيالات في أنحاء البلاد. هذا بجانب القدرة التنظيمية الممتازة للقادة.
وينشط عناصر من تنظيم الإسلامية وموالون له في بقاع مختلفة من العالم، ويعلنون مسؤوليتهم عن الكثير من الهجمات عبر منصاتهم الإعلامية.
وتُظهر البيانات التي جمعها قسم المتابعة الإعلامية في بي بي سي (والذي أعدته مينا اللامي) أنه رغم خسارة التنظيم للكثير من الأراضي التي كان يسيطر عليها في سوريا والعراق بنهاية عام 2017، إلا أنه كان وراء 3670 هجوما حول العالم في عام 2018 (حوالي 11 هجوم يوميا).
هذا بالإضافة إلى 502 هجوم في أول شهرين من عام 2019، أثناء حصار باغوز.
ورُصدت طفرة في عدد العمليات التي تبناها التنظيم في سبتمبر/أيلول 2018. وغالبا ما ترتبط بالعملية التي شنتها قوات سوريا الديمقراطية، بدعم أمريكي، مطلع نفس الشهر على قرية هجين، أحد معاقل التنظيم إلى الشمال من قرية باغوز.
وعادة ما يُصعّد التنظيم من هجماته ردا على ما يتعرض له من هجمات، سواء في المناطق المحاصرة أو في مناطق أخرى حول العالم لتشتيت الانتباه والموارد بعيدا عن منطقة الحصار.
ورغم أن العراق وسوريا يصيبهما نصيب الأسد من العمليات التي ينفذها التنظيم، إلا أن العمليات تتواتر كذلك في أفغانستان والصومال والفلبين ونيجيريا وشبه جزيرة سيناء في مصر.
وأعلن التنظيم وجوده رسميا في هذه الدول والمناطق:
  • العراق
  • سوريا
  • ليبيا
  • مصر
  • اليمن
  • المملكة العربية السعودية
  • الجزائر
  • خراسان (منطقة أفغانستان وباكستان)
  • "القوقاز"
  • "شرق آسيا": وينشط غالبا في الفلبين
  • الصومال
  • "غرب أفريقيا": وينشط غالبا في نيجيريا
وفي بعض هذه المناطق، مثل الجزائر والسعودية، بالكاد يُرصد فيها أي نشاط. ومناطق أخرى، مثل القوقاز، نادرا ما يتبنى التنظيم أي هجوم فيها.
كما أعلن التنظيم مطلع هذا العام عن خططه زيادة نشاطه في تونس، التي نفذ فيها من قبل هجومين على متحف ومنتجع شاطئي عام 2015. وأعلن كذلك لأول مرة عن وجوده في بوركينا فاسو.
ويشير هذان الإعلانان، حتى لو كانا على سبيل الدعاية، إلى حرص التنظيم على الإبقاء على شعاره "البقاء والتوسع".
ومن غير المستغرب أن يكون العراق وسوريا هما المسرح الأكبر لعمليات تنظيم الدولة الإسلامية، حيث تتوفر له أفضل الموارد.
ومن بين الهجمات التي وقعت عام 2018، كان نصيب العراق منها 1767 هجوما (48 في المئة)، و1124 هجوم في سوريا (31 في المئة).
كما شهد العام الماضي زيادة ملحوظة في نشاط الجماعات المرتبطة بالتنظيم. وكأنه يحاول تعويض خسائره في العراق وسوريا، ويُذكر الناس بنشاطه خارج منطقة الشرق الأوسط.
ففي عام 2018، تبنى التنظيم 316 هجوما في أفغانستان، و181 هجوما في شبه جزيرة سيناء، و73 في الصومال، و44 في نيجيريا، و41 في اليمن، 27 في الفلبين.
وشهد مطلع هذا العام زيادة ملحوظة في عدد الهجمات التي تبناها فرع التنظيم في غرب أفريقيا في نيجيريا، والتي استهدفت الجيش بشكل أساسي، في محاولة للحصول على السلاح وتعزيز قدراته.
وتبنى التنظيم 44 هجوما في نيجيريا خلال أول ثلاثة أشهر من العام، وهو ما يساوي إجمالي الهجمات التي نفذها في البلاد خلال عام 2018.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، أصدر فرع التنظيم في غرب أفريقيا بيانا يطالب فيه المسلمين بالهجرة إلى المنطقة والانضمام إليه، في إشارة إلى استعداده لاستقبال مجندين أجانب.
وفي 22 مارس/أذار، أعلن فرع التنظيم للمرة الأولى عن وجوده في بوركينا فاسو، حيث نفذ تنظيم القاعدة (المنافس الأكبر للدولة الإسلامية) عدة هجمات بالفعل.
كذلك زاد عدد العمليات التي تبناها التنظيم في الفلبين، حيث يدير عملياته عن طريق المجموعات الموالية التي تقاتل من أجل تأسيس دولة إسلامية مستقلة في الجنوب منذ عقود. لكن الهجمات، التي تستهدف الجيش بالأساس، ما زالت على نطاق محدود.
ورغم الدعوات المستمرة التي بثها داعمو التنظيم، إلا أنه لم يتبن أي هجمات كبرى في الغرب خلال عام 2018.
وفي عام 2017، تبنى التنظيم أربعة هجمات في المملكة المتحدة، من بينها تفجير مانشستر، وهجمات برشلونة في أسبانيا، وإطلاق النار في لاس فيغاس في الولايات المتحدة.
لكن يبدو أن بعض هذه الإعلانات مجرد انتهاز للفرصة، خاصة أن التنظيم لم يقدم دليل على تنفيذه هذه الهجمات.
وفي عام 2018، تبنى التنظيم سبع هجمات محدودة في الغرب، يبدو وكأنها مستلهمة من فكر التنظيم. شملت أربع هجمات بالسكين أو الذخيرة في فرنسا، وهجوم واحد في كل من بلجيكا وكندا وأستراليا.